يبدوا ان الايام ابتسمت اخيرا لسعيدة واضحت لحظات الالم التى كانت تعيشها شيا من الماضي كانه لم يكن وعندما يمر بخاطرها تتعجب لصبرها عليه وقدرتها على البقاء وحيدة كل هده المدة دون صداقة خديجة
ان الصداقة الصادقة كالماء الطاهر تغسل كل هموم الماضي وان قدرتها العجيبة على تغيير لون الحياة امر عجيب حتى انها قد تزيل اشد الام النفس في يسر وسهولة دون الشعور بمغادرة هذه الالام لانفسنا ودون الاحساس بالحاجة الى العودة الى نقاط قوتنا من اجل البقاء لانها هي مكمن القوة والقدرة على التميز
لم نعلم الصغيرة ان هذه السعادة هي امر مؤقت ولم تعلم انها لازالت بعيدة عن الفرح بشكل دائم لكنها كانت سعيدة بصديقتها خديجة واحبتها حتى كادت تعبدها ولم تعد تطيق فراقها سعيدة هذه الفتاة التى مكر بها الزمان تغني اجمل الالحان لكانها وجدت كنزا لكنه من حنان
- سعيدة اليوم ستذهبين وحيدة الى السوق
-لماذا ؟ما بها خديجة؟
-سياتون لخطبتها اليوم
-خطبة؟؟ما معنى هذا
ستعلمين حين تكبرين اردفت لا لا الزهرة وهي تحمل سعيدة الزرابي التي توجب عليها بيعها
خرجت تحث الخطى لكانها تهرب من شيا يلحقها وتحرك راسها ايماءا كانها ترفض امرا يدور في راسها ووتسير دون الانتباه وتسير حتى وصلت الى بائع الزرابي باعته الزربية وقفلت عائدة تحث الخطى لعلها تجد صديقتها تنتظرها بالمنزل
-ايتها الفتاة ساعديني على النهوض
التفتت الفتاة لتجد عجوزا لم تحملها قدماها تتوسلها كي تساعدها على القيام نظرت اليها في استغراب واكملت طريقها
-ايتها الفتاة ساعدينى على الوقوف
وقفت الصغيرة برهة ونظرت ورائها ثم اكملت طريقها
-تركتنى وحيدة وتتركين وحيدة
استدارت الفتاة ناحية الصوت واقتربت منها فشمت رائحة نتنة فعادت ادراجها واكملت طريقها
راحت العجوز تتمتم بدعوات وراءها ولم تكثرت الفتاة لامرها واكملت طريقها
عادت الفتاة الى المنزل واعطت المال لزوجة ابيها وراحت تتجول في المنزل بحثا عن صديقتها لكنها لم تجدها سالت عنها زوجة ابيها فاخبرتها انها لم تحضر وسمحت لها ان تزورها في منزلها فرحت سعيدة كثيرا وانطلقت الى صديقتها
وجدتها وقد لبست حلة جميلة فما ان راتها حتى ارتمت في حضنها كانها لم ترها منذ مدة فقبلتها وادخلتها معها الى غرفة البنات واخدت خديحة تحكي لسعيدة عن انها لن تنساها ابدا وانها ستسر بزيارتها لم تكن الصغيرة تفهم معنى كلام خديجة لماذا لن تنساها لم ؟؟الن ترافقها بعد اليوم في بيع الزرابي؟؟ الن تاتي الى منزلها لتقص لها اجمل القصص لماذا تقول خديجة هذا الكلام لكنها لم ثكترث كثيرا لكلامها فالمهم انها معها
-ايتها الملاك الصغير لقد ربحت على صحبتك والله لن يشقى من جاورك
-؟؟؟
-انت السعد والهنا
-؟
-كانوا يعايروني بلوني والان انا مخطوبة قبلهم جميعا انا محظوظة ووالله ان صحبتك لسعد
-؟؟
ضمت خديجة سعيدة بشدة وقبلتها و الدموع تجرى ...
-لن انساك ما حييت يا وجه السعد
اضحت ايام سعيدة كالروتين لا شيا جديد ولم تعد خديجة المنهمكة في امر العرس والزفاف تهتم كثيرا لصحبتها يبدوا ان هناك امرا اهم في حياة خديجة تحضر له
وكل يوم كانت سعيدة تزور خديجة التى كانت تستقبلها و تعرض عليها امور زفافها من مفروشات وخياطة لكن الصغيرة كانت تبحث عن ضمة حنا كالتى اعتادت ان تاخذها منها كلما غادرتها لربما نسيت خديجة او ملت
لكنها رضيت برؤية صديقتها قليلا اخر النهار
وتمر الايام على هذا الحال.....
ان من يثق في غدر الزمان احمق جاهل لا يمكن ان تدوم الافراح كما ان مآل الاحزان الى الزوال دائما لكن المهم هو ان نكون رجالا حين الضراء و نكون رجالا حين اليسر
وان من يعتقد انه ملك الدنيا او شطر منها فانه مخطا لا المال يدوم ولا الصحة تدوم ولا حت الجمال
حتى الااصدقاء لا يدوموا قد تدوم صداقتهم لكنها لن تكون كاول مرة قد يفترها البعاد او تقطعها هموم الحياة او يسلبها الروتين حلاوتها لكنها تبقى احلى علاقة في الحضارة الانسانية