السعادة الأسرية عمادها التوافق بين الزوجين و قبل ذلك الإختيار الأمثل لطرفي العلاقة فيكون الثاني مكملا للأول كما في المعادلة 5+س=10 فلابد للمجهول س أن يكون مكملا ل 5 لتصبح المعادلة متوازنة و تعطينا النتيج الحتمية 10، القدرة على تحمل الطرف الآخر و أن يضع كل طرف في حسبانه أن الحياة لا تدوم دون تقديم بعض التنازلات للطرف الثاني لسيرورة الحياة و أن العلاقة لا تقوم إلا على الإحترام لا على فرض سلطة أحدهما على الآخر، و هناك شيء أساسي هو التوازن الثقافي بينهما خاصة في وقتنا هذا لكيلا تحصل معايرات و أشياء من هذا القبيل.
لكن هناك شيء لم أفهمه في علاقة آبائنا و أجدادنا، فقد كان الزواج يتم بطريقة لا يتم به التعرف الدقيق للطرفين فكانت اللقاءات التي هي عماد العلاقات اليوم ممنوعة بل محضورة تماما فكيف يتم التوافق بينهما، و معرفة الواحد للآخر؟ إلا أن قليلا ما نشهد الفرقة بين الطرفين، بل انسجاما تاما و حبا كبيرا يصل أحيانا لحد الهيام إلى أن ينتقلا ألى الرفيق الأعلى، فما السر يا ترى؟